تحقيق جميل وطريف حول الخلافات الزوجية، نشرته القبس، تضمّن مجموعة من الحقائق، هي خلاصة تجارب، وزبدة محاولات.. أهمها تقول إن المشاكل الزوجية مثل كل المشكلات، ثلاثة أنواع: مشكلات يجب حلها، لأنها لا يجوز أن تستمر.. ومشكلات تحل نفسها بنفسها مع مرور الوقت.. أما النوع الثالث فيتمثل في المشاكل التي يستحيل حلها.
بإسقاط بسيط على واقعنا السياسي، الذي عانينا منه بشكل مرهق، وما زلنا.. حين أصبحنا كلنا لا نتحدث إلا عن السياسة والكل يفهم في السياسة.. والجميع لا يملكون إلا أن يتحدّثوا بالسياسة.. أرى الصورة كالتالي.
قبل عرض الصورة أعجبني أحد أفراد العائلة عندما كتب على باب البيت قبيل دخول كل الأسرة وضيوفها لتلبية دعوة كريمة منه على العشاء.. (ممنوع الكلام في السياسة حتى ننعم بوقتنا).. وبالفعل التزم الجميع، وإن كان على مضض.. إلا أننا وللمرة الاولى لم نتشنّج، ولم يعلُ صوتنا، ولم يتعكّر مزاجنا.
نعود لموضوعنا.. الأزمة التي نعاني منها في الكويت منذ فترة طويلة حين فرضت الأحداث المحلية، وتأزم العلاقة بين السلطتين، التنفيذية والتشريعية، وتطورها بصورة مزعجة ومتعب ومقلق.. فرضت نفسها على الجميع، الصغار والكبار، وعلى الجو العام، فتسمّم وتلوّث.. وشعر الجميع بأن الوقت قد آن لوضع حد لكل هذا، لنعود مجتمعا محبا مسالما سعيدا كما كنا دائما قبل سنوات.. ولكن كيف؟
بالتأكيد انه مهما وصلت حدة هذه الخلافات، فلن نصنفها مثل النوع الثالث من الخلافات الزوجية، التي لا حل لها.. وهي ليست كذلك من النوع الثاني، التي تحل نفسها بنفسها.. ولكنها بالتأكيد مثل خلافات النوع الأول، التي يجب حلها ويجب ألا تستمر.
وهذا ما حصل عندما وضعنا سمو الأمير على أول الطريق.. لأن سموه ونحن كلنا نريد لهذه الخلافات التي سببت أمراضا نفسية عندنا كلنا أن تنتهي.. وقد يكون الحل صعبا عند البعض وغير مقبول عند البعض الآخر.. إلا أنها عند الكثيرين الكثيرين كمن وضع قناع الأوكسجين على وجهه فأنقذه من حالة اختناق مميته لأزمته طوال الفترة الماضية.
علينا كلنا، شئنا أم لم نشأ.. رغبنا أم لم نرغب.. أحببنا أم لم نحب، أن نتعاون لنضع أرجلنا على أول طريق التسوية.. وأن نساهم كلنا في إزالة حالة والحنق والتأزم التي لازمتنا سنوات طويلة.. وما مشاركتنا في الانتخابات المقبلة، وإن كانت ليست على مزاج البعض، ولا تنطبق مع قناعاته.. إلا بداية طريق جميل سيوصلنا إلى فضاء مفتوح رحب.. ملون بألوان الحياة كلها..
علينا كلنا أن نغلق كتابا مرعبا عشنا سطوره وصوره.. لنفتح كتابا ورديا نقرأ سطوره ونحن نبتسم ونشاهد صوره ونحن نبتهج.
الطلاق ممنوع في حالتنا.. وترك المشاكل تستمر من دون أي محاولة جادة لحل لا يمكن أن تستمر.. ولكن الممكن بالتأكيد أن نعمل على ألا تستمر.. وهذا ما يجب أن يحصل يوم الانتخابات حين نتوجّه كلنا إلى صناديق الاقتراع ونؤشر بأقلامنا على أسماء فريق أعضاء مجلس الأمة المقبل الشاب المتحمِّس الغيور المحبّ لوطنه.. حتى نقول لهم: الفرصة أمامكم والأمانة بين أيديكم.. اجلسوا على مقاعد التصق بها بعضهم ممن أضاع وقت الكويت، وهدم مبادئ الاحترام ولغة الاختلاف.. من أوقف الإنجاز حين أضاع وقته ووقت المجلس ووقت الشعب في أمور جانبية تافهة.. ممن هدر الوقت والجهد في إدارة عجلة المعاملات بين أروقة الوزارات.. وهذا كله كان يتم بشكل يومي تحت سمع وبصر الحكومة كلها.. التي تحتاج هي أيضا إلى إغلاق كتابها القديم.. وفتح كتاب جديد يتضمن أسماء جديرة بمسؤولية المرحلة المقبلة.. على كل المستويات.
إقبال الأحمد
Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق